هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  بحـثبحـث  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

شاطر
 

  من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Hancock



معلوماتاضافية
مساهمات : 106
النقاط : 210
تاريخ الأنضمام : 10/03/2012
العمر : 26

 من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة) Empty
مُساهمةموضوع: من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة)    من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة) I_icon_minitimeالسبت مارس 10, 2012 8:53 am

من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة)










بسم الله الرحمن الرحيم

من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة)

الشيخ الدكتور / عبد المحسن العسكر (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)

وصف
الله سبحانه كتابه العزيز بأنه مثاني أي تثنى فيه القصص والأخبار والأحكام ،
أي تعاد وتكرر ، لترسخ معانيها في القلوب ، وليسمعها من فاته سماع أمثالها
من قبل ، قال تعالى : ( الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر
منه قلوب الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى
الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ) ( الزمر ) وأشار ابن
عاشور رحمه الله إلى أن في هذا الوصف مثاني تنبيها على ناحية من نواحي
إعجاز القرآن ، وهي عدم الملل من سماعه ، وأنه كلما تكرر غرض من أغراضه زاد
تكرره قبولا وحلاوة في نفوس السامعين ، فكأنه الوجه الذي قال في مثله أبو
نواس : يزيدك وجهه حسنا إذا ما زدته نظرا ()وقد عد القاضي عياض في كتاب
الشفا من وجوه إعجاز القرآن أن قارئه لا يمله ، وسامعه لا يمجه ، بل
الإكباب على تلاوته يزيده حلاوة ، وترديده يوجب له محبة ، لا يزال غضا طريا
، وغيره من الكلام ولو بلغ في الحسن مبلغا عظيما يمل من الترديد ، ويعادى
إذا أعيد ، ولذا وصف على بن أبي طالب القرآن بأنه لا يخلق على كثرة الرد ()
. بيد أن الآيات إذا كررت في القرآن لا تخلو في الغالب من اختلاف ولو يسير
في نظمها عن مواضعها الأخر التي وردت فيها ، وقد يظن من لا علم له أن هذا
الاختلاف لا مغزى له ، وأن غرضه دفع سآمة التكرار فحسب ، وهذا ليس بشيء عند
المحققين . وجنح آخرون إلى أن هذا الاختلاف في الآيات المكررة مرده إلى
التنويع اللفظي الذي يستميل الآذان ويطرب الأفئدة ، وهذا وإن كان صحيحا في
بعض المواضع إلا أنه لا يطرد دائما . إن قارئ القرآن المتدبر بل طالب العلم
المدقق ليدرك من لطائف تلك الفروق والاختلافات الشيء الكثير . وأرجو أن
تكون هذه الحلقات التي نحن بصددها كاشفة عن كثير من أسرار النظم في كتاب
الله . وها نحن أولاء نقف مع آيتين من سورة البقرة ، وآيتين أخريين مماثلين
لهما في سورة الجمعة ، ثم ننظر في الاختلاف بينهما وأثر ذلك في المعنى
العام للآيات . يقول الله تعالى : ( قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله
خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين . ولن يتمنوه أبدا بما
قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ) ( البقرة ، - ) . ويقول سبحانه : ( قل
يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت
إن كنتم صادقين . ولا يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ) (
الجمعة ، ) تضمنت هذه الآيات خطابا لليهود على إثر ادعائهم الدعاوى
الكاذبة ، حيث زعموا أن الدار الآخرة - وهي الجنة خالصة لهم من دون الناس ،
كما ادعوا أنهم أولياء الله المصطفون وشعبه المجتنبون . ولقد أرشد الله
نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم : أيها اليهود إن كنتم صادقين في
قيلكم : إنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ، فإن الله لا يعذب
أولياءه ، بل يكرمهم وينعمهم ، وفي الموت أيضا راحة لكم من كرب الدنيا
وهمومها وغمومها ، وانتقال بكم إلى الجنان . والأمر في قوله : ( فتمنوا )
في الآيتين معا ليس على حقيقته ، لأنهم لن يفعلوا ذلك بحال ، ولكنه خرج إلى
معنى التعجيز ، وهذا التعجيز فوق أنه متضمن تحديهم فإن فيه إظهار كذبهم في
دعواهم ، ولذا قيل : إن الأمر هنا كناية عن التكذيب ، كقوله تعالى : ( قل
فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ) ( آل عمران ، ) () ، ونتيجة
لدعواهم الفجة فقد جعل بعضهم صيغة الأمر متضمنة التبكيت والسخرية ،
بالإضافة إلى معنى التعجيز () . قوله تعالى : ( إن كنتم صادقين ) تعليق
تمنيهم الموت على كونهم صادقين وهم ليسوا بصادقين فيه زيادة بيان في تسجيل
كذبهم ، وإلجاء لهم حتى يلزمهم ثبوت شكهم فيما زعموه . ثم أخبر سبحانه أنهم
لن يجرؤا على تمني الموت بسبب شرورهم ، وهذا أكبر دليل على فريتهم
المتقدمة . قال الزمخشري : وهذا من المعجزات لأنه إخبار بالغيب ، فإن قلت :
ما أدراك أنهم لم يتمنوا ؟ قلت : لأنهم لو تمنوا لنقل ذلك كما نقل سائر
الحوادث ، ولكان ناقلوه من أهل الكتاب وغيرهم من أولي المطاعن في الإسلام
أكثر من الذر ، وليس أحد منهم نقل ذلك () . وإن اليهود يعلمون في قرارة
أنفسهم أنهم كذابون ، ويعلمون في قرارة أنفسهم صدق محمد صلى الله عليه وسلم
، ولذا لم يكن يدور بخلدهم التفكير في الموت ، لأنهم لو تمنوه لماتوا من
فورهم ، ولرأوا مقاعدهم من النار ، كما ثبت ذلك من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما () . يقول أبو حيان : أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم
إلى تمني الموت وأن يعلمهم أن من تمناه منهم مات ، ففعل النبي عليه الصلاة
والسلام فعلم اليهود صدقه فأحجموا عن تمنيه فرقا من الله () . ومع أن هذه
الآيات في السورتين معا ذات مضمون متقارب ، إلا أن ثم ما يستوقف القارئ
ويستدعي فهمه ، وهو أننا نقرأ في سورة البقرة قوله سبحانه : ( ولن يتمنوه
أبدا ) ، وفي سورة الجمعة : ( ولا يتمنونه أبدا ) فما سر هذا التفاوت ؟ أي
لم جاءت آية البقرة بحرف النفي ( لن ) وآية الجمعة بحرف النفي ( لا ) ؟ إذا
عرجنا بادئ الرأي على علماء العربية ألفيناهم يذكرون أن ( لن ) أبلغ في
التعبير من ( لا ) ، أو كما يقول ابن يعيش : اعلم أن ( لن ) معناها النفي ،
وهي موضوعة لنفي المستقبل ، وهي أبلغ في نفيه من ( لا ) لأن ( لا ) تنفي (
يفعل ) إذا أريد به المستقبل و ( لن ) تنفي ( فعلا ) مستقبلا قد دخل عليه
السين وسوف () . وحين نعود إلى الآيات متأملين في معانيها يتجلى لنا أن
دعوى اليهود التي أوردتها سورة البقرة أعظم من دعواهم التي تحدثت عنها سورة
الجمعة . ففي سورة البقرة ادعو الجنة ، وفي آية الجمعة ادعو الولاية ،
ومعلوم بداهة أن الجنة فوق مرتبة الولاية ، بل الولاية وسيلة من وسائل
الظفر بالجنة، جعلنا الله من أهلها . وعلى ذلك جاءت ( لن ) لنفي الأعظم .
يقول الكرماني : ولما كانت دعواهم في سورة البقرة بالغة قاطعة ، وهي كون
الجنة لهم بصفة الخلوص ، بالغ في الرد عليهم بـ ( لن ) ، وهو أبلغ ألفاظ
النفي ، ودعواهم في الجمعة قاصرة مردودة ، وهي زعمهم أنهم أولياء الله ،
فاقتصروا على ( لا ) () . الحواشي() التحرير والتنوير / . () الشفا / وقد
رفع القاضي عياض هذا الأثر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من قول علي
كما رأيت . () ينظر : روح المعاني للآلوسي / ، حاشية القنوي على تفسير
البيضاوي / ، تفسير التحرير والتنوير / . () ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل
لابن جزي الكلبي / ، حاشية القنوي / . () الكشاف / . () رواه الإمام أحمد
في المسند / ، بإسناد صحيح . () البحر المحيط / . () شرح المفصل / وينظر :
البحر المحيط / () البرهان في متشابه القرآن ( ) . وينظر : المجيد في إعجاز
القرآن المجيد .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
éslàmdésign
éslàmdésign



معلوماتاضافية
مساهمات : 42
النقاط : 54
تاريخ الأنضمام : 11/02/2012
العمر : 31

 من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة)    من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة) I_icon_minitimeالسبت مارس 17, 2012 7:40 am

بارك الله فيك
اخي الغالي
علي الموضوع
الرااائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Hancock



معلوماتاضافية
مساهمات : 106
النقاط : 210
تاريخ الأنضمام : 10/03/2012
العمر : 26

 من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة)    من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة) I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 11, 2012 1:41 pm

شكرا على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

من أسرار البيان في القرآن (آيتين من سورة البقرة)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  تفسير سورة الفلق
»  سورة المزمل مكتوبة
»  سورة الاسراء مكتوبة
»  سورة النحل مكتوبة
»  من مواقف اليهود التي سجلها القرآن الكريم ( 2 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: اقسام اسلامية :: الشريعة و الحياة-